هناك شيء ما في محتوى الفيديوهات يجعل منها آسرةً للغاية. فلا حاجة لبذل أيّ جهدٍ من جانب المشاهدين كي يعلقوا في شِباك القصة التي تُروى أمام أعينهم. هذا وللفيديو ميزة إضافيّة في أنّه يجمع بين أفضل العناصر من وسائل الإعلام الأخرى، حيث يمزج ما بين الصوت والصور والنصّ بأساليب لا تستطيع عليها تلك الوسائل. فلا عجب في أنّ كلّ علامة تجاريّة تخلق محتوى فيديو، تريده أن يصبح أشبه بالوباء من حيث سرعة انتشاره.
ما هي الصلصة السريّة إذاً لرواج فيديو؟، سؤال يطرحه أصحاب الأعمال حول العالم. ولو كانت هناك تركيبة تامة لأمرٍ كهذا، لكان كلّ فيديو قادراً على أن يصبح رائجاً، وبالتالي ستولد مفارقة بأنّ ولا أي فيديو سيكون رائجاً.
لا توجد أي طريقة تسمح لنا بتحديد صيغة معيّنة لفيديو رائج ومتداول، وذلك لأنّه لا يوجد قالب ثابت لهذه الغاية. لكن بعد متابعة المئات من المحتويات عبر شبكة الإنترنت، تذوّقنا شيئاً من المكوّنات التي تصنع الفيديو الرائج والمثالي. فإذا أردت أن تحضّر فيديو مماثلاً، إليك المكوّنات المرجّحة للوصفة!
القليل من المحتوى المعاصر
معالجة الأحداث الحاليّة والثقافة الشعبيّة هي طريقة رائعة لجعل الناس يتحدّثون عن الفيديو. هذه المواضيع ستتمتّع بالكثير من التغطية الإعلاميّة وبالتالي ستشغل بال الجميع. وسيكون للمشاهدين رأي حول الموضوع. لذلك، فإنّ الاستفادة من أي حدثٍ معيّن من خلال إضفاء لمسة مختلفة ومميّزة عليه، سيزيد من إقبال الناس عليه ومن احتماليّة أن يتشاركوه بين بعضهم.
في أوائل الـ2017، جميع الأنظار توجّهت نحو حفل تنصيب دونالد ترامب. كان حدثاً يعلم به العالم بأسره. الكلّ كان مهتمّاً؛ مؤيّدو ترامب كانوا متحمّسين فيما بقيّة العالم كان ينتظر مجريات الحدث وسط جوٍّ بسيطٍ من التخوّف. وبعد متابعة اللقاء المربك بين ترامب وأوباما، والعداوة بين ترامب وزوجته وتواجد هيلاري كلينتون في حفل تنصيب خصمها، والأكثر من ذلك الإستماع إلى ما وصفه المؤرّخون بـ”خطاب التنصيب الأكثر شؤماً” في تاريخ أميركا، بات المشاهدون بحاجةٍ ماسة إلى القليل من الترفيه الهزلي.
ووسط موجةٍ من الصور المضحكة التي تبعت الحدث، تميّز محتوى عن غيره وبات متداولاً بكثرة. فقد برز فيديو لـباد ليب ريدينغ (bad lip-reading) كان قد نُشر فوراً بعد الحفل وجاء بمثابة الترفيه الذي كان المشاهدون بحاجةٍ إليه. حتى اليوم، حصد هذا الفيديو أكثر من 37 مليون مشاهدة والعد مستمرّ. كان مناسباً للوقت الذي نُشر فيه ويبقى مضحكاً حتى في يومنا هذا.
رشّة من عنصر المفاجأة
في كثيرٍ من الأحيان، مشاهدة أمر لا نتوقّعه هو ما يبقينا مهتمّين.
فكّر بأي فيلم تشويقي ناجح أو أي فيلم فيه انعطاف في مسار الأحداث. ألم يترك تأثيراً أكبر من غيره؟ نشعر بالراحة حين نشاهد شيئاً مألوفاً لكنّ ما يأسر انتباهنا هو الإختلاف.
ولذلك، حين شاهد الجمهور النسخة المعدّلة من كليب تايلور سويفت لأغنية ترابل (Trouble) والتي تتضمّن معزاة تصرخ، إنطلقت شعلة الانتشار بسرعة. تمّت مشاركة الفيديو ومشاهدته وإعادة مشاهدته. شاهده ولاحظ إن كان سيُضحكك؟
ملعقة من الإعجابات السهلة
توجد بعض الأشياء التي نحن كبشر، قد بُرمجنا كي نُعجب بها بسهولة. فالمحتوى الذي يتضمّن مشاهد لأطفالٍ يعتبر سهل الإعجاب. وكذلك المحتوى الذي يستخدم الهاشتاغات الرائجة بطريقةٍ صحيحة. راقب ما يتمّ التحدّث عنه عبر منصّات التواصل الإجتماعي وعادات المشاركة الحاليّة عبر الإنترنت- هل الناس مهتمّون بشكلٍ خاص بدبب الباندا أم الأحذية الرياضيّة حاليّاً؟ إكتشف!
وكي نثبت هذه النقطة، سنذكّركم بفيديو إعلان إفيان بايبي (Evian Baby) الذي كان غريباً وعفويّاً لدرجةٍ كبيرة لكنّه إنتشر بسرعة بسبب استخدامه لرسوم الأطفال المتحرّكة في الوقت الذي بدأت تصبح فيه فيديوهات الأطفال رائجةً عبر الإنترنت.
حفنةٌ من التوقيت الرائع
لو أُصدرت أيّاً من تلك الفيديوهات الرائجة بعد شهرٍ من وقتها، لكان هناك احتمال ألّا تنجح. السرّ هو أن تلتزم بالوقت وتبقى على اطّلاعٍ حول ما يشغل بال العالم، ومن ثمّ تخلق وتصدر محتوى يصيب الهدف.
وأخيراً…
زينةٌ من الصدق
إذا صنعت فيديو بكلّ صدق، سواء كان الهدف منه التسلية أو نشر رسالة إجتماعيّة، فلا بدّ من أن يولّد رابطاً أعمق مع الجماهير. السرّ هو في عدم المحاولة أكثر من اللازم. ضع ما يكفي من المشاعر في الفيديو وسينتشر من دون أي جهد. كما سبق وقلنا، لا يوجد قالب أو صيغة تضمن لك الإنتشار والرواج.
وكما هي الحال مع كلّ وصفة رائعة، فإنّ هذه قابلة للتجارب. هذه الخطوات لخلق فيديو رائج يجب أن تستخدم كتوجيهاتٍ فقط. إستعِن بخبراتك وتجربتك وحدسك خلال عمليّة الإنتاج فتكون قد جهّزت نفسك لتذوّق النجاح.