فرانك توماس وأولي جونستون، العقلان المدبّران وراء العديد من أفلام ديزني المفضّلة لدينا، تركا لنا 12 قاعدة لصنع الرسوم المتحرّكة. فقد سجّلا في كتابهما ذا إيلوجن أوف لايف (The Illusion of Life) بحراً من المعلومات التي ستساعدك في رحلتك نحو إتقان فنّ تحريك الصور. لذلك، إن كنت مهتمّاً بالرسوم المتحرّكة، فعليك أن تتمسّك بالقواعد التالية كالوصايا تماماً!
(لقد اخترنا بعضاً من أفلام ديزني المفضّلة لدينا كأمثالٍ كلاسيكيّة وأخرى من فنّانين مختلفين نجد أعمالهم رائعة!)
1 الإنكماش والتمدّد
هذا العمل ضروري جدّاً للتشديد على السرعة، والزخم والوزن وكتلة الشخص أو الشيء. إنّه يتماشى بشكلٍ جميل مع تعابير الوجه المبالغ بها والتي تعطي الرسالة لمسةً مثيرة للإهتمام. وقد يبدو هذا العمل وكأنّه جانب أساسي يسهل فهمه، إلّا أنّ الكثير من صنّاع الرسوم المتحرّكة يخطئون حين يتعلّق الأمر بالحفاظ على حجمٍ ثابت عبر الإطارات.
حين تحرّك طابةً وتمدّ أطرافها بأحجامٍ غير متوازية، ستشعر بأنّ الحركة “غير حقيقيّة” ومتشنّجة بنفسك. لكن إن قمت بنفس الأمر مع أحجامٍ متساوية، فستتقن التحريك مع لمسة نهائيّة سلسة.
ألقِ نظرةً أدناه على تحريك شخصيّة الجني من فيلم ديزني، حيث استخدام التمدّد يعكس بشكلٍ مثالي حالة الصدمة والذهول التي تشعر بها الشخصيّة. فمن دون المبالغة، لما كانت أخذت الشخصيّة حقّها نسبةً لدور الجني المهمّ في الفيلم.
2 التوقّع
تُستخدم هذه الحركة لتحضير الجمهور للفعل الذي سيحصل، وذلك لسببيْن رئيسيّيْن:
- للامتثال للمنطق
- لجعل التحريك ملائماً للمشاهدين، فيستطيعون فهم ما يحصل من دون الحاجة للمشاهدة مرّتيْن.
أنظر إلى صورة ميكي الـGIF مثلاً. إذا كان يقفز من دون أي توقّع، سيبدو ميكانيكيّاً للغاية ولن يصدّقه الجمهور. لكن مع إضافة القليل من التلمحيات قبل القفز، مثل القرفصاء، نعلم بأنّ الشخصيّة تتجهّز قبل القفز وبالتالي لن يكون هناك مجال للارتباك حول كيفيّة وصول الشخصيّة إلى الهواء من دون أي سابق إنذار.
3 الإبراز
للاقتباس من كتاب فرانك وأولي، الإبراز هو تقديم أي فكرة بطريقةٍ واضحة بالكامل وغير قابلة للارتباك. هذه القاعدة تشمل طيفاً واسعاً من التحريك كـ: التمثيل، التوقيت، موقع وزاوية الكاميرا والإعدادات. فالبراعة في تحديد الإطار هي التي تعكس الفحوى الحقيقي لأي مشهد.
وفي التحريك أدناه، الإبراز يقول إنّ دونالد يتسلّل بالقرب من النافذة. العناصر كاللوح الخشبي والظلال الشفافة وزاوية الكاميرا…هي العناصر غير اللفظيّة التي تخاطبنا.
4 التحريك بتقنيّتيْ سترايت آهيد (Straight Ahead) وبوز تو بوز (Pose to Pose)
التحريك بتقنيّة سترايت آهيد يعني التحريك وأنت تمضي قدماً، إطاراً تلو الآخر. بوز تو بوز هو تحريك الإطاريْن الأوّل والأخير ومن ثمّ ملء ما بينهما استناداً إلى كيف يجب أن تنتهي الحركة أو تبدأ.
ويمكن لتقنيّة سترايت آهيد أن تكون مربكةً وصعبة. قد تبدأ بشيء وينتهي بك الأمر بشيء آخر كليّاً! يُوصى باستخدام سترايت آهيد لتحريك عناصر لا يمكن توقّعها كالنار والماء والانفجارات… يمكننا القول إنّ هذه التقنيّة مناسبة لقوانين الفيزياء التي تعمل بمعدّل ثابت ومستمرّ.
حين تقوم بتحريك شخصيّةٍ ما، يمكنك استخدام بوز تو بوز للجسم و سترايت آهيد للشعر أو الذيل أو عناصر أخرى كريشةٍ على قبّعة. هذا سينقذ صانع الرسوم المتحرّكة من تشتّت انتباهه إذ أنّ هذه العناصر يمكن التعامل معها لاحقاً خلال العمل على حركات الجسم.
ألقِ نظرةً على تحريك سندريلا. مظهرها في البداية يختلف كثيراً عن مظهرها النهائي. في هذه الحالة، التحريك بواسطة بوز تو بوز هو الخيار الأمثل لأنّ الرسمتيْن الأولى والأخيرة ستساعدان على فهم وخلق ما بينهما.
5 المتابعة وفرق توقيت الحركة
متابعة الحركة هو حين تتحرّك أجزاء الجسم حتى بعد توقّف الحركة.
فرق توقيت الحركة هو خلق الفرق بين توقيت حركة الجسم الرئيسي وسائر أجزائه. ويتضمّن جانباً آخر يُدعى السحب الذي هو ببساطة، تأخير الحركات نسبة للجسم.
في التحريك أدناه، لاحظ كيف أنّ الشعر يستغرق بضع ميكروثانية إضافيّة أكثر من الوجه كي يصبح ثابتاً.
6 البداية البطيئة والنهاية البطيئة
تُستخدم هذه التقنيّة لبناء السرعة ولنهاية بطيئة. فسرعة ثابتة لن تجدي نفعاً في الرسوم المتحرّكة لأنّه ليست كلّ الأغراض المستخدمة روبوتيّة. فحركيّة الرسوم المتحرّكة تحتاج للبداية البطيئة والنهاية البطيئة كي تتمتّع بلمسةٍ من الواقعية.
في الـGIF أدناه، لاحظ كيف أنّ شعر رابانزل الجميل يتلقّى حركة سريعة قبل أن يبطأ مع الوقت.
7 الأقواس
المواد الميكانيكيّة فقط تتّبع الدقّة في الدخول والخروج والصعود والنزول. الشخصيّات الحيّة تحتاج قوساً من الوظائف لحركاتها. الأقواس تعطي حركةً طبيعيّةً وانسياباً أفضل بكثير. تخيّل الخطّار المتأرجح حين تفكّر بالحركات الطبيعيّة. جميع حركات الذراع ودوران الرأس وحتى حركات العينين تُنفّذ على أقواس.
لاحظ شخصيّة آبو من فيلم علاء الدين. إنّه يتحرّك على دربٍ أساسه قوس. والآن تخيّل كيف كان ليكون المشهد إذا كانت مجرّد حركة ذهاباً وإياباً؟ ألن تشعر بأنّ المشهد قد فقد رونقه أو ينقصه شيء ما؟
8 الحركات الثانويّة
إنّها الإيماءات التي تدعم الحركات الأساسيّة لبناء المزيد من الأبعاد لحركات الشخصيّة. لكن يجب الحرص على ألّا تسيطر الحركات الثانويّة على تلك الأوليّة. هذا ما يجعل تقنيّة الإبراز مهمّة جدّاً لسرد كلّ ما هو أولوي وغير لفظي.
إن نظرت إلى الحوريّة، فستفهم بأنّها تخجل. لكن ما هي الحركات الثانويّة التي تظهر ذلك؟ لاحظ كيف تمّ تحريك عينيها وشعرها وكتفيْها لعكس حالة الخجل التي تشعر بها. هذه هي الإجابة على السؤال.
9 التوقيت
عدد الإطارات بين كلّ حركة أساسيّة له تأثير قوي على شخصيّة وطبيعة الرسوم المتحرّكة. فإذا إستخدمنا المزيد من الإطارات، نخلق توهّماً بحركةٍ بطيئة. وإذا استخدمنا إطارات أقل، فهذا سيخلق توهّماً بحركةٍ سريعة.
أدناه، تمّ تحريك شخصيّة علاء الدين بالقليل جدّاً من الإطارات وذلك لإضافة السرعة إلى هذه اللقطة التي يجب أن تعكس ضرورة أن يتصرّف بسرعة كي ينجو من الهجوم عليه بالسهام.
10 المبالغة
هذا لا يعني أنّ الحركة يجب أن تكون مشوّهة للغاية، لكن يجب أن تكون مقنعة مع رسالةٍ تصل بأقوى تأثير. الطريقة الوحيدة لمعرفة الكم اللازم من المبالغة هو من خلال الاستمرار بها إلى أن يبدو الأمر خارجاً عن حدّه، فتخفّف من حدّة المبالغة إلى المستوى المناسب.
الحزن مثلاً يجب أن يرتقي لإسمه. فكيف نفعل ذلك؟ الإجابة في كلمة واحدة: المبالغة. لاحظ كيف تنهمر الدموع من عينيها بطريقة دراماتيكيّة تجعل منها التجسيد الأمثل للمزاج السيّئ!
11 الرسم المتماسك
إنّه يتمحور حول تحريك غرض أو شخصيّة ما لإعطاء شعور بمساحة ثلاثيّة الأبعاد مع حجم ووزن وتوازن. إنّها مهمّة متعبة بعض الشيء إذ تتطلّب أن يُنَفّذ الرسم بجميع الزوايا. زاوية الكاميرا هي التي تحكم على ذلك مع الاقتراب لإظهار أحجام أكبر ولقطة بعيدة لإظهار الرسم بحجمٍ أصغر.
الـGIF لـذا لاين كينغ (The Lion King) أدناه هي مثل جيّد بحيث تدور الكاميرا وتقترب. هل تلاحظ الزوايا المختلفة للشخصيّات في الإطار؟ هذا هو الإتقان الفعلي للتصوير ثلاثي الأبعاد في مجال الإطارات!
12 الجاذبيّة
هذه القاعدة تقول إنّ الرسم يجب أن يكون جميلاً للعينين. وهذا لا يعني أنّه يجب على الشخصيّة أو الشيء أن يكون حسن المظهر دائماً، بل فقط مثيراً للإهتمام. فبإمكان التصميم الحيوي أن يعزّز من جاذبيّة الشخصيّة. وبالنسبة للفنّان، فله الحريّة للتلاعب بالدرجات كي يظهر نقطة الجاذبيّة.
وعلى سبيل المثال، لا يمكن أن نوافق على أنّ الوحش هو ممتع للنظر لكنّ شكله يعكس شخصيّته وروحه. إنّه مثير جدّاً للاهتمام كونه غريماً والطريقة التي يتمّ تحريك رسوماته بها تفي بغرض تعريف المشاهدين على حقيقته.