طريقة جديدة لكتابة سيناريو مثالي لفيديو علامة تجاريّة
توجد الملايين من العلامات التجاريّة التي تنتظر كي تسرد الملايين من القصص. بعضها لا يُنسى وبعضها الآخر ليس كذلك. ووسط هذه الضجّة الكبيرة، كيف تروي قصة علامتك التجاريّة بطريقةٍ تعلق في أذهان المستهلكين؟ الإجابة تجدها في السؤال نفسه- أخبر قصة، لا تتحدّث فحسب. فالقصة التي تُروى مع صورٍ وأصوات، تقدّم تجربةً حسيّة لعلامتك التجاريّة لا يستطيع أي وسيط آخر تقدمتها. كي تكون راوي قصص فعّال عليك أن تكون كاتب سيناريو بارع. إذاً، ما الذي يجعل السيناريو مثاليّاً؟ لنكتشف معاً!
1 إسأل وستستطيع المضي قدماً
ستجد في كثيرٍ من الأحيان أنّ السرّ وراء الإجابات الصحيحة يكمن في طرح الأسئلة الصحيحة. فقبل أن تبدأ حتى بجعل القلم يلامس الورقة (أو الإصبع يلامس لوحة المفاتيح)، إبدأ بكونك باحثاً وفضوليّاً. حاول أن تحدّد الهدف من الفيديو، ومن يخاطب والرسالة التي يعكسها. والأهم من كلّ هذا هو: هل هناك رابط بين الرسالة والهدف؟
هذه الأسئلة سترسم طريق المحتوى. ومع الإجابات، حسنة النيّة، فأنت قد قطعت نصف المسافة!
2 إعرف جمهورك
هذه مرحلة حسّاسة في كتابة السيناريو لأنّك وفي نهاية المطاف، تخاطب مجموعتك الهدف. حاول أن تعرف كلّ ما تستطيع أن تعرفه عنهم- من عاداتهم إلى طقوسهم. البحث عن معلومات سيأخذك في رحلةٍ تكتشف خلالها شيئاً جديداً كلّ يوم. في النهاية، ستصل إلى رسالةٍ يتردّد صداها بين الجمهور المستهدف. ونذكر هنا مثلأ بارزاً من فيديو شركة آبل (Apple) تحت عنوان وات إيز يور فيرس (What is your Verse). قد لا نعرف أبداً ما إذا قاموا بدراسة تركيبة جمهورهم، وذلك لأنّهم حرّكوا المشاعر من خلال الإستعانة بحوار روبن ويليامز من ديد بوويتس سوسايتي (Dead Poet’s Society). إنّها طريقة ممتازة لجعل الجمهور يتسمّر أمام محتوى الفيديو.
شاهد الفيديو هنا: https://www.youtube.com/watch?v=xPiprkwzEWU
3 إخلق قصّتك بعناية فائقة
لا شكّ في أنّ قصتك قد تبدو وكأنّها الأفضل من نوعها في مخيّلتك، لكن طريقة نقلها إلى الورق هي التحدّي الحقيقي. فهي بحاجة لجميع المكوّنات التي ستشكّل قصّتك بأفضل طريقة ممكنة. إليك ما يجب أن تتذكّره وأنت تنطلق.
الرسالة
الخطوة الأولى قبل أن تكتب أي كلمة هي أن تركّز على الرسالة الجوهريّة في سطرٍ واحد. الخطوة التالية هي أن تفكّر بطرقٍ تستطيع من خلالها أن توصل تلك الرسالة. هل ستفي الصور بالغرض أم أنّك بحاجةٍ لحوار كي يحدث تأثيراً؟ إحرص على ألّا تضيع الرسالة وسط عناصر مختلفة لا تتناغم وأفكار معقّدة غير مترابطة.
التركيز
في عالم اليوم، أنت تحاول أن تتحاور مع جمهور معرّض للضجّة- تواصلات متعدّدة عبر مصادر إعلاميّة متعدّدة يفضّلون تجاهلها. ولذلك، فمن المهمّ التركيز على رسالةٍ واحدة منفردة. لا تحاول أن تقول أشياء كثيرة لأشخاص كُثر. هذا لن يحصد لك انتباههم فحسب، بل سيرفّه عنهم من خلال تحريك الفضوليّة والتفاعل بينهم. فتماماً كما يأخذ المصوّر المحترف وقته كي يختار نقطة التركيز التي ستجعل الصورة مثاليّة، فكذلك كاتب السيناريو الذي عليه أن يستثمر وقتاً كافياً في معرفة ما يرغب الجمهور في رؤيته وسماعه وشعوره وتفكيره.
النبرة
النبرة تأتي عادة نتيجة الجمع بين ما تريد قوله وكيف تريد أن تقوله. وهذا يعتمد على أي نوعٍ من العلامات التجاريّة أنت عليها. يمكنك أن تختار ما بين المضحك أو العاطفي أو الملهم طالما تبقى النبرة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهدفك. وتشير الدراسات إلى أنّ الجذب العاطفي يكون تأثيره أفضل حيث تكون الحاجة إلى لمس قلوب ومشاعر الناس. لكنّ الفكاهة لها تأثير شامل إذا كنت ترغب في أن تكون ممتعاً ولا تُنتسى في الوقت عينه.
حين تتأكّد من هذه العناصر الثلاثة، ستسير القصّة كالسحر وتصبح مسودّتك الأولى جاهزة. ومن هنا ننتقل إلى الخطوة التالية.
4 تجرّأ على الحذف
إنّه خطأ شائع حين تظنّ بأنّ طول الكلام يوصل الرسالة بطريقةٍ أفضل. على العكس، فإنّ كلمةً واحدة زائدة عمّا هو ضروري تعتبر هدراً للوقت والطاقة وكلفة الإنتاج. كلّما كانت الرسالة أقصر، كلّما كان وقعها أقوى. هذه الدقّة تساعد على إبقاء جمهورك متنبّهاً كما وتؤدّي إلى تذكّرٍ حسنٍ للعلامة التجاريّة. بالطبع، بعض القصص تحتاج إلى الوقت كي تصل إلى ذروة الأحداث ومن ثمّ تقدّم النهاية الصادمة. السرّ هو أن تحذف كي تصل إلى الطول المناسب- لا أقصر ولا أطول. ستعرف ما هو الطول المناسب حين تقرأ وتعيد القراءة وتعيد تنقيح مسودّتك الأولى.
5 أطلب رأياً آخر كي تجعله مثاليّاً
بين يديك هو ما تظنّ أنّه السيناريو المثالي. لقد قرأته ونقّحته ألف مرّة. لكنّ العينين المتعبتين قد تفوتهما أخطاء واضحة ولذلك من الأفضل أن تمرّره على دائرة من الأصدقاء الموثوقين والزملاء للمراجعة، وبالطبع لمعرفة تعليقاتهم. ستتفاجأ بوجهات النظر المختلفة والمنعشة التي قد تحصل عليها من شخصٍ يقرأ السيناريو لأوّل مرة. هذا سيجعل النص أكثر تماسكاً وأفضل.
6 شغلّهُ في رأسك
السيناريو هو مجرّد الأساس الذي تبني عليه عملك الفني. وكي تضمن أنّ كلّ العناصر هي في مكانها وأنّ القصة تتبلور بشكلٍ صحيح مع نبرةٍ محدّدة- شغّل الفيديو في رأسك. ليس من ناقدٍ أفضل من ذاك الذي في عقلك. سيخبرك إن كان هناك نقص في الإستمراريّة أو أمور غير مرتبطة. سينقذك عقلك ممّا لم تستطع إنقاذك منه عيناك. لذا، إستخدم مخيّلتك وتصوّر الفيديو بكليّته قبل أن تتّجه إلى قسم الإنتاج.
ها أنت ذا. عدّة تساعدك على المباشرة بكتابة أفضل سيناريو لعلامتك التجاريّة. لكن لا تنسى أنّ هذه اللائحة ليست شاملة وفور إنطلاقك في رحلة الكتابة، ستتعلّم الكثير من الأشياء وتتخلّى عن أخرى. كلّما كتبت أكثر، أصبحت أفضل. هيا، إنطلق!